وفي المهرجان الذي بدأ بآيات من القرآن الكريم تليه عزف السلامين المصري واليمني ألقت المستشارة عائشة العولقي مدير المركز الثقافي اليمني كلمة أعربت فيها عن سعادتها بهذا الجمع الثقافي العربي الكبير، مؤكدة سعي المركز من خلال هذه المهرجانات "أن نوحد الثقافة والفنون العربية كون إرثنا الثقافي والفني ميراث عريق وتاريخ مشرف لآلاف السنين".

ورأت العولقي بأن الثقافة العربية اليوم تواجه الاختراق الأجنبي والتهميش وأن الشباب العربي بعيد عن ثقافتنا العربية وميراثها العريق بسبب تلك الاختراقات التي تأتينا من عدة وسائل إعلام وتواصل اجتماعي وغيرها.

وقالت: "إن قلوبنا تدمي لما يجري في وطننا العربي فقد اخفقنا في وحدة الصف العربي في كثير من المجالات فدعونا نوحد ثقافتنا ونتوحد من خلال لغتنا العربية القيمة وثقافتنا وفنوننا العريقة فدعو الثقافة والفنون تصلح ما أفسدته السياسة". مشيرة إلى أن هذان الجانبان يعدان القوى الناعمة التي يجب السعي إلى تعميقها ونشرها وجذب الشباب العربي إليها.. مختتمة بقولها: "نأمل بوحدة ثقافية عربية".

وفي المهرجان ألقى الكاتب الكبير والناقد المصري د. أسامة أبو طالب كلمة أكد فيها بأن المهرجان الذي أقيم وحضره عدد من الأدباء والشعراء وشخصيات مرموقة حدث عظيم وإسهام المركز اليمني الثقافي لإنجاح مثل هذا الحدث يثمن ويقدر.

ووصف أبو طالب الثقافة اليمنية بقوله: "اليمن بلد عريق وله تاريخ قديم وحضارة كبيرة ويعد أصل الجنس العربي، وهناك شعراء وأدباء وكتاب وقاصين يمنيين معروفين لهم إسهامات في الساحة العربية".. وتمنى أن يجتاز اليمن ظروفه الصعبة التي يعاني منها ويعود يمناً سعيداً وآمنا.

وعن تكريمه في المهرجان قال: "تشريفي بالجائزة عن الشخصية الثقافية لعام ٢٠١٨ لهو دليل على النجاح والاهتمام من قبل دار النشر التي يملكها شعراء وكتاب كبار أمثال الشاعر ناجي عبدالمنعم ومن معه. نرجو أن تتكرر مثل تلك المهرجانات والأمسيات وأن تزدهر الحركة النقدية للأصوات الجميلة".

وأضاف الكاتب: "أوجه رسالتي من خلالكم للمبدعين الشباب بأن يستمروا في الكتابة المبدعة وكدا نوجه رسالتنا للإعلام الأدبي والثقافي بأن يحتووا هذه الظاهرة الأدبية فالعالم العربي مليء بالمبدعين في جميع تخصصات الأدب والفن ويجب ألا ينحصر دور الحركة النقدية على عمل معين أو أن تترك الأعمال بدون تسليط الضوء النقدي والأدبي عليها.. هي رسالة تبدأ من الكاتب للمتلقي فلابد من مرورها على ميكرسكوب الناقد الذي بدوره يقيم العمل.. فالنقد وظيفة اجتماعية هامة وما أحوج العالم العربي للارتقاء بالذوق الجمعي".

وفي الحفل تم تكريم المستشارة عائشة العولقي مدير المركز الثقافي اليمني بالقاهرة لدورها الفاعل ودعمها الدائم للثقافة اليمنية على أرض الثقافة والكنانة مصر إلى جانب تكريم الكاتب الكبير أسامة أبوطالب لدوره الفاعل في إثراء الثقافة العربية.

وحصل الشاعر اليمني سالم عيدروس العوسجي على المرتبة الأولى في الشعر بالإضافة إلى حصول عدد من الأدباء والشعراء من عدة دول عربية على هذا التكريم الثقافي الأدبي الرفيع في عدة حقول أدبية.

وتخلل المهرجان بعض الفقرات الفنية عرض بروموا لدار النيل والفرات أعقبه تكريم المبدعين أصحاب اللقب والمراكز الثلاثة الأولى والمكرر.

حضر المهرجان كل من الشاعر ناجي عبدالمنعم رئيس مجلس دار النيل والفرات للنشر والتوزيع، والفنان المصري الكبير أحمد عبدالوارث عسر والمخرج المصري المبدع مجدي أبو عميرة والمخرجة المصرية المتألقة آمال خلوصي وعدد من الفنانيين والشعراء والأدباء.