طالب معلمون في مناطق سيطرة الانقلابيين (الحوثيين) الميليشيا المرتهنة لإيران بصرف مرتباتهم بعد تكفل الشرعية بمرتبات مئات الآلاف من موظفي الدولة حتى في مناطق سيطرة الميليشيا الانقلابية، وآخرها دفع فاتورة مرتبات موظفي القطاع الصحي في البلد.
وقال مدير مكتب نائب وزير التربية والتعليم في حكومة الحوثيين، المنشقّ أنيس ياسين، إنّ المعلمين يطالبون بصرف رواتبهم باعتبارها حقاً أصيلاً يجب عدم تجاهله.
وأضاف ياسين لـ"العربي الجديد": "من المؤسف تجاهل مطالب المعلمين بتسليم الرواتب، ومن المخجل الركون إلى الهبات المذلة والمهينة". مشيراً إلى أن الحافز الذي توزعه منظمة يونيسف شهرياً لا يتجاوز 24 ألف ريال يمني (50 دولاراً أميركياً) "وهو مبلغ لا يكفي لشراء حليب الأطفال".
وتابع ساخرا : " بأن المبلغ الزهيد الذي تقدمه منظمة يونيسف بدعم من السعودية والإمارات من يظن أنه سيفي بالغرض ويكون بديلاً عن الراتب الحكومي"يعد"خطأ فادحا وغير مبرر".
وأوضح ياسين أن قرابة ثلاثة أعوام من انقطاع المرتبات، "والفقر والفاقة والحرمان، والقهر والعجز والمرض حتى الموت قد فتكت جميعها بأهم شريحة في المجتمع، ويجب ألا تستمر هذه المعاناة".
وأضاف: "مئات الآلاف من المعلمين، وخلف كل معلم أسرة وأطفال تركهم الجميع تحت رحمة الميليشيا تسومهم سوء العذاب وتمعن في إذلالهم وتمتهن كرامتهم، لينتهي الحال بهذا التجاهل التام ، لهم ولا يتم الالتفات إلى تسليم مرتباتهم".
إلى ذلك، استنكر معلمون استثناءهم من الحافز الشهري، المقدم من منظمة يونيسيف التابع للأمم المتحدة.
وفي السياق، تقول المعلمة ابتسام الدبعي إنها تعرف عدداً من المعلمات اللاتي حرمن من الحافز الشهري لأسباب غير مبررة، مشيرة إلى أن بعض زميلاتها توقفن عن التدريس خلال الفترة الماضية، بعدما عجزن عن توفير تكاليف المواصلات وأبسط حاجات أسرهن.
وتوضح لـ"العربي الجديد": "معلمة أعرفها سافرت للعيش في منزل والدها في الريف، بعدما عجزت عن تسديد إيجار المنزل الذي كانت تعيش فيه، فقد حرمت من مرتباتها منذ سنوات، وعندما يتم صرف حافز شهري تحرم منه بذريعة أنها غير موجودة في المدرسة أثناء نزول اللجان".
وتضيف الدبعي أن الحافز قليل ولا يكفي لتوفير أبسط الحاجات المعيشية الضرورية، مؤكدة أن الحكومة مطالبة بتسليم رواتب الموظفين بشكل شهري ومنتظم، لتستمر العملية التعليمية.
ويعيش أكثر من مليون موظف حكومي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، من دون رواتب، منذ انقطاعها في سبتمبر 2016، منهم 135 ألف معلم، بحسب الأمم المتحدة.
