الرئيسية - ثقافة وأدب - «مائدة يوغرطة» إحدى عجائب الطبيعة التونسية
«مائدة يوغرطة» إحدى عجائب الطبيعة التونسية
الساعة 03:18 مساءاً (صحيفة الحياة:)
تسعى تونس إلى إدراج «مائدة يوغرطة» على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، ولتحقيق هذا المشروع - الحلم بدأت وزارة الشؤون الثقافية إجراءات من شأنها أن تسرّع تسجيل المائدة على اللائحة، خصوصاً أن تونس أدرجت سابقاً 12 موقعاً على القائمة التمهيدية لليونسكو إلا أنها لم تُسجّل أي موقع أو معلم منذ ما يزيد عن 20 سنة على القائمة النهائية للتراث على رغم ما يتميّز به التراث التونسي من ثراء نوعي موزع على الحقب التاريخية المختلفة. وفي هذا السياق، قررت وزارة الثقافة التونسية الشروع في إنجاز الخطوات التمهيدية لترتيب مائدة يوغرطة كبادرة أولى ضمن مخطّط شامل يهدف إلى تثمين كل من «شط الجريد» و«القصور الصحراوية» في الجنوب التونسي في وقت لاحق. ولضمان إدماج المشروع في إطاره العام، توخّت الوزارة في مرحلة أولى تحديد أولويات المشروع وأهدافه من خلال العمل على إعداد الملف العلمي لإدراج مائدة يوغرطة على القائمة التمهيدية للتراث العالمي لليونسكو، وفي خطوة ثانية، ولوضع المشروع في سياقه العملي، أعدّت الوزارة خطة عمل تقوم على مبدأ التشاركية بين كل الأطراف الفاعلة في مجال الثقافة والتراث والبحث العلمي. تعتبر مائدة يوغرطة المحاذية لقرية قلعة سنان من محافظة الكاف في الشمال الغربي لتونس، موقعاً تاريخياً متفرداً بروائعه الطبيعية، ولعلّ ما يزيد في جمال هذا الموقع التاريخي الطبيعي هندسته المعمارية المصممة على شكل طاولة تتجاوز مساحتها 80 هكتاراً وتتكون من صخور ترسبية سميكة، تتوسطها مجموعة من الهضاب الجبلية الصخرية التي تضفي على الموقع سحراً منقطع النظير من خلال السهول التي تطل عليها في كل الاتجاهات والمنظر الرائع للجبال المجاورة. وتمثل صعوبة الوصول إلى هذا الموقع إحدى الميزات التي تزيد من غرابته، إذ لا يمكن الوصول إليه إلا عبر سلّم حجري منحوت في شكل درجات على طول الكتلة الصخرية. وكان الباحثون عثروا أسفل هذه المائدة على آثار متنوعة منها القبور الجلمودية وآثار بناءات تعود إلى حضارات مختلفة، فضلاً عن موقع لمعصرة زيتون من عصور ما قبل التاريخ، ما يؤكد الأهمية الاقتصادية لهذه المائدة الجبلية ولكل المنطقة المجاورة لها. وبفضل مميزاتها الطبيعية والجيولوجية، أصبحت مائدة يوغرطة إحدى الروائع التاريخية التي يُقبل عليها الزوار من تونس ومن بلدان العالم، خصوصاً بعد إدماجها في المسلك السياحي والثقافي الذي حدث قبل سنوات في محافظة الكاف بهدف دعم فرص التنمية خصوصاً من خلال تطوير المنظومة السياحية البيئية والأثرية، كما جرى استغلال هذا المعلم خلال السنوات الخمس الماضية لفائدة السياحة الشبابية. ولطالما فتن هذا الموقع بجماله على مرّ السنين الرحالة والجغرافيين والمستكشفين، وظلّ صامداً يتحدى الزمان والنسيان، ويخبّئ أسراره وذاكرته في انتظار موجة وعي وأمل تنعشه وتنفض عنه غبار الزمان. إنها فرادة الموقع حيث تتجلّى الطبيعة في أبهى مظاهرها، وهو ما يجعل مائدة يوغرطة إحدى عجائب الطبيعة التي لم تنل حظّها من التعريف والترويج سياحياً كما يليق بها. يقول المتخصصون إن «الرمزية التاريخية للمكان ما زالت تُغذي ذاكرة الأجيال خصوصاً أبناء قرية قلعة سنان، القرية التي ورثت ذاكرة المكان والزمان وظلّت على رغم خصوصيات الموقع، تسعى بشتى الطرق إلى تثمين إرث يوغرطة لخلق ثروات المستقبل والإقلاع بالمدينة إلى مصاف المدن المتقدّمة والمتجذّرة في هويتها». ومن منظور علمي، يعتبر مشروع إدراج مائدة يوغرطة على القائمة التمهيدية لليونسكو بمثابة سبق إذ لم يتسنّ لتونس بعد إدراج موقع تراثي مزدوج (طبيعي - ثقافي) وفق معايير التصنيف العالمي المنصوص عليها في مركز التراث لليونسكو. وترى وزارة الثقافة التونسية أن «مشروع إعداد الملف العلمي لمائدة يوغرطة يمثل فرصة لتبادل الخبرات وتحفيز الذكاء الجماعي حول مخزون تراثي فريد لطالما انتظر إثبات قيمته العالمية الاستثنائية».
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تفضيلات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
إنفوجرافيك || تشكيل خلية طوارئ حكومية للتعامل مع أزمة السفينة
دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لصحيفة عكاظ
إنفوجرافيك.. رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك يعود للعاصمة المؤقتة عدن
بحضور رئيس الوزراء.. إنفوجرافيك