الرئيسية - تقارير وإستطلاعات - في الذكرى الـ"72" لمولده.. عبد ربه منصور هادي القائد الذي صنع المعجزات.. في أخطر مرحلة حافلة بالتحديات والتعقيدات
في الذكرى الـ"72" لمولده.. عبد ربه منصور هادي القائد الذي صنع المعجزات.. في أخطر مرحلة حافلة بالتحديات والتعقيدات
الساعة 12:02 صباحاً (الأحرار نت/ وحدة التقارير/ خاص)

صادف الأول من سبتمبر الجاري الذكرى الـ«٧٢» لميلاد فخامة الرئيس والقائد والأب الروحي للشعب اليمني المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية.. وهي مناسبة هامة وعظيمة يجدر بنا كيمنيين ان نحتفي بها بل ونعتبرها يوما وطنياً، كون الاقدار ساقت الينا من خلالها اهم وأبرز شخصية سياسية عرفها اليمن الحديث.. وبفضلها تجاوز اليمن الكثير من المحن والاخطار والمآسي والكوارث التي كانت حاكها ورسمها وخطط لها الكثير من الحاقدين والمتآمرين والمتربصين.

فقد شاءت الأقدار أن يتولى فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي - مقاليد الحكم وإدارة شئون هذه البلاد في مرحلة تعد من أخطر وأعقد وأصعب المراحل التي شهدها التاريخ اليمني قديما وحديثا.. وذلك نظراً لهول وضخامة وكثرة الاخطار والتحديات التي تمر بها - وبتوفيق من الله تعالى استطاع هذا الرجل الاستثنائي بما يمتلكه من دهاء وحنكة وخبرة وحكمة سياسية أن يقود سفينة الوطن بكل ثقة واقتدار باتجاه الأمان، لتجنيب البلاد بذلك الكثير من التبعات والآثار الكارثية والمدمرة، ولا يزال وسيبقى أيضا هو الربان الأول والأجدر على إخراج هذه السفينة الى بر الأمان.

وانطلاقا من أهمية هذه المناسبة العظيمة على قلوبنا جميعا.. وحرصا منا على تخليدها في الوجدان والعقل الجمعي اليمني - قمنا في الـ«الأحرار نت» بالاحتفاء بهذه المناسبة بطريقتنا الخاصة وذلك من خلال إيراد مقتطفات بسيطة من مسيرته العملية، وتطرقنا أيضا خلال ذلك الى استعراض بعض أهم الانجازات والمكاسب التي حققها.. حيث خلصنا الى التفاصيل التالية:

مولده ودراسته

ولد الرئيس عبد ربه منصور هادي - في «١ سبتمبر ١٩٤٥م» في قرية ذكين، مديرية الوضيع في محافظة أبين.. حيث ينحدر من عائلة شهيرة، معظم رجالها كانوا من المناضلين ضد الاستعمار البريطاني في عدن، وعلى درب عائلته التحق بمدرسة عسكرية أهلته لاحقاً للعمل بالجيش اليمني، وقد اختارته المملكة المتحدة ضمن 4 اشخاص من داخل الجيش، وابتعثتهم للدراسة في الكلية الملكية العسكرية (ساند هيرست)، إحدى أعرق الكليات العسكرية حيث تخرج منها عام 1966م .. وقد اتقن خلال دراسته تلك التحدث باللغة الإنجليزية.. ثم في عام 1970م حصل على منحة دراسية أخرى في مجال سلاح الدبابات في جمهورية مصر العربية لمدة ست سنوات .. وبعد ذلك ابتعث لدراسة القيادة العسكرية في الاتحاد السوفيتي لمدة أربع سنوات.

بداية مشواره العملي

حقق الرئيس هادي طيلة مشواره العملي وتحديدا منذ انطلاق شرارة الثورة في الشطر الجنوبي من الوطن - العديد من الانجازات التي كان لها الدور في عمل تحولات فارقة في تاريخ اليمن .. فمذ اكماله مشواره الدراسي شغل عدة مناصب عسكرية، وذلك في جيش ما كان يسمى بـ"اليمن الجنوبي" .. حيث عمل قائدا لفصيلة المدرعات، وبعد الاستقلال (27 نوفمبر 1967م) عين قائدا لسرية مدرعات في قاعدة العند، ثم مديرا لمدرسة المدرعات، ثم أركان حرب سلاح المدرعات، ثم أركان حرب الكلية الحربية، ثم مديرا لدائرة تدريب القوات المسلحة.. ومن أهم الخصال في شخص الرئيس هادي والتي يجب الاشارة اليها هو ما عرف عنه من شغف كبير للقراءة والاطلاع، خاصة في مجالي الفلسفة والتاريخ، سيما أنه يجيد اللغتين الإنجليزية والروسية، حيث أن أغلب قراءاته باللغة الإنجليزية.

تدرجه الوظيفي

في العام 1972م انتقل الرئيس هادي إلى محور الضالع، حيث عين نائبا ثم قائدا لمحور كرش، وكان عضو لجنة وقف إطلاق النار، ورئيس اللجنة العسكرية في المباحثات الثنائية التالية للحرب مع الشمال.. وانتقل بعدها ليستقر في مدينة عدن حيث عين مديرا لإدارة التدريب في القوات المسلحة، مع مساعدته لرئيس الأركان العامة إداريا، ثم عين بعدها رئيسا لدائرة الإمداد والتموين العسكري بعد سقوط حكم الرئيس سالم ربيع علي، وتولي عبد الفتاح إسماعيل الرئاسة.. وتمت ترقيته بعد ذلك إلى درجة نائب لرئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة حيث كان معنيا بالتنظيم وبناء الإدارة في الجيش وذلك مطلع العام 1983م .. كما شغل خلال تلك الفترة منصب رئيس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع الجانب السوفياتي، وتولى ايضا جانب تشكيل الألوية العسكرية الحديثة.

المناصب السياسية

لم تمض سوى فترة وجيزة على قرار تعيينه وزيرا للدفاع، حتى صدر قرار آخر بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية وذلك في تاريخ: 3 أكتوبر ١٩٩٤م .. ليصبح نائبا لرئيس الجمهورية اليمنية .. وظل في منصبه هذا طيلة ١٨ عاماً .. عرف خلالها بهدوئه ورزانته وحنكته ومرونته وانحيازه الى جانب البسطاء والمظلومين .. واثناء شغله لمنصب نائب الرئيس انتخب عبد ربه منصور هادي نائبا لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأمينا عاما له، وذلك في: نوفمبر 2008م.

انتخابه رئيسا للبلاد

في تاريخ: 21 فبراير 2012م .. وعقب أحداث الثورة الشبابية الشعبية التي اطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح - أُنتخب المشير عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية اليمنية .. حيث اجمعت عليه حينها كافة القوى والاحزاب والمكونات السياسية اليمنية بما فيها احزاب المعارضة التي كانت تعرف بتكتل اللقاء المشترك.. حيث أدى اليمين الدستورية أمام البرلمان في ٢٥ فبراير ٢٠١٢م ليصبح الرئيس الثاني للجمهورية اليمنية ولا يزال حتى اليوم.

إعادة هيكلة الجيش

بعد تولي الرئيس عبد ربه منصور هادي الحكم باشر بإصدار جملة من القرارات واتخاذ العديد من الخطوات والتدابير التي سعى من خلالها الى معالجة اخطاء وفساد وعبث الرئيس السابق وعائلته ولعل أهم تلك القرارات قيامه بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية .. وذلك من خلال إقالته العشرات من القادة العسكريين المواليين للرئيس السابق واقاربه وإعادة تنظيم وتوزيع الوحدات العسكرية والأمنية، ووصف هادي أن إعادة بناء الجيش على أسس وطنية يكفل حياديتها وعدم دخولها كطرف في الصراعات السياسية.

مؤتمر الحوار الوطني

يعد مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا اليه الرئيس عبد ربه منصور هادي أهم عملية سياسية توافقيه في تاريخ اليمن المعاصر.. وهو الأمر الذي يعد في صدارة المنجزات التي حققها الرجل.. ذلك كونه اعتبر محطة هامة لبناء خارطة يمن جديد وذلك تحت اشراف الأمم المتحدة وسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية .. ويصف الكثير من الخبراء هذا المؤتمر بأنه كان تجربه فريده في تاريخ اليمن من ناحيته الشكلية (التمثيل والمشاركة) و المضمونية (النقاشات والتوافقات) .. الى جانب ما تمخضت عنه من مخرجات تعتبر إجماع يمني على شكل المستقبل .. بما فيها مسودة دستور اليمن الجديد الذي بني على أساس تلك المخرجات.. وهو الأمر الذي يحسب للرئيس هادي ويعتبر انجازا تاريخيا عظيما.

 تمدين الدولة

تمكن الرئيس هادي خلال فترة رئاسته لليمن رغم ما تخللتها من أحداث وتقلبات - من عمل تحولات فارقة في اتجاه تمدين الدولة .. حيث قضى على تحالف الدولة و القبيلة في سياسة رأس الدولة وفي ظاهر مؤسساتها .. وهو الأمر الذي جعل الرئيس هادي يبدو في نظر الكثيرين صاحب مشروع مدني خالص وهو المشروع الذي نادى به ويتطلع اليه السواد الاعظم من اليمنيين ونتيجة لك زادت شعبية الرجل في أوساط الشعب واحتل مكانة متقدمة في وجدان الكثيرين.

تطوير معايير الادارة

من أهم المكاسب والمنجزات التي تحسب للرئيس عبد ربه منصور هادي - حرصه منذ توليه مقاليد السلطة على تبديل وتطوير معايير اختيار قيادات الدولة ومسئوليها .. حيث عمل على اختيار وجوه جديدة في الحكومة وفي المناصب العليا للدولة، معتمدا في ذلك على معيار الكفاءة والوطنية .. ورغم الانتقادات التي وجهها له معارضوه في هذا الشأن الا أنه أصر على قراراته وبالفعل حقق رهانه ذلك نجاحا كبيرا .. وباعتقادنا ان فخامة الرئيس هادي سعى من خلال ذلك الى الايحاء للشعب اليمني بكيفية وماهية الشكل والظروف التي سيكون عليها اليمن الجديد.

الحفاظ على رمزية الدولة

ولعل أهم المنجزات التي حققها فخامة الرئيس هادي .. حرصه الكبير على الحفاظ على رمزية الدولة والشرعية الدستورية رغم الظروف والتحولات والتحديات الخطيرة والكبيرة التي واجهها والتي تمر بها البلد .. فقد حرص فخامته على عدم إسقاط رمزية الدولة اليمنية حتى بعد الانقلاب عليها من قبل الحوثيين .. والمتمثلة في وجود رئيسا للبلاد حتي يتم انتخاب آخر .. لأن سقوط او انتهاء سلطة الرئيس يعني انتهاء الشرعية والرمزية للبلاد .. وهو ما حافظ عليه الرئيس عادي وتمسك به حتى الان .. بل وتمكن الى جانب ذلك من حشد التأييد والدعم للشرعية هذه على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.

صموده في وجه المؤامرات

رغم المؤامرات الكبيرة والخطيرة التي حيكت ضد الرئيس هادي خصوصا خلال الثلاث السنوات الاخيرة وعقب انقلاب جماعة الحوثي - الا انه تمكن من افشالها وتجاوزها بكل حنكة وحكمة واقتدار .. ورغم الحروب الوحشية التي شنتها قوى الانقلاب على السلطة الشرعية الا ان الرئيس هادي تمكن من الصمود في وجهها واستطاع أن يحشد الدعم والاسناد من قبل التحالف العربي .. وبفضل ذلك كبد الانقلابيون خسائر كبيرة وتمكن من دحرهم وتحرير العديد من المحافظات والمناطق اليمنية التي كانوا بسطوا سيطرتهم عليها.

وفي الاخير نؤكد أن ما سبق الاشارة اليه ليس سوى محطات بسيطة جدا حاولنا التذكير بها في هذه العجالة .. لكننا اذا ما أردنا سرد انجازاته سواء قبل وصوله الى كرسي الحكم أو بعدها فإن ذلك يحتاج الى مجلدات كبيرة .. فللإنصاف استطاع الرئيس هادي بقوة شخصيته ودهائه وحنكته ان يحقق الكثير والكثير من الانجازات والمكاسب الكبيرة سواء في الجانب التنموي او الاداري أو السياسي أو العسكري وغيرها .. وهناك الكثير والكثير من الشواهد تؤكد وتثبت ذلك، والتي بلا شك استطاع من خلالها هذا القائد الحكيم أن يحفر اسمه في وجدان الامة .. وكذلك سيكون الحال في ذاكرة الأجيال .. نسأل الله تعالى أن يمده بالصحة والعافية وأن يبارك خطواته وينصره على كل الحاقدين والمتربصين.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تفضيلات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
إنفوجرافيك || تشكيل خلية طوارئ حكومية للتعامل مع أزمة السفينة
دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لصحيفة عكاظ
إنفوجرافيك.. رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك يعود للعاصمة المؤقتة عدن
بحضور رئيس الوزراء.. إنفوجرافيك